سورة المنافقون - تفسير تفسير التستري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المنافقون)


        


{إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ (1)}
قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ} [1] قال: لأنهم أقروا بألسنتهم ولم يعرفوا بقلوبهم، فلذلك سماهم منافقين. ومن عرف بقلبه، وأقر بلسانه، ولم يعمل بأركانه ما فرض اللّه عليه من غير عذر، كان كإبليس لعنه اللّه، عرفه وأقربه ولم يعمل بأمره. قال: والنفاق على ضربين، عقد بالقلب وإظهار خلافه باللسان، كما قال تعالى: {يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} [الفتح: 11] والضرب الآخر نفاق نفس الطبع مع صاحبها، وهو الذي قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: «الشرك الخفي في أمتي أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء».


{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (9)}
قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ} [9] عن أداء الفرائض في مواقيتها، فإن من شغله عن ذكر اللّه وخدمته عرض من عروض الدنيا شيئا لشهوته، ووجد في عبادته نشاطا فهو مخدوع، إلا الذي يأخذها اللّه عزّ وجلّ.
وقد حكي أن سلمان دخل عليه سعد بن أبي وقاص رضي اللّه عنه يعوده فبكى سلمان فقال: ما يبكيك يا أبا عبد اللّه، توفي سيدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو عنك راض، وتلقى أصحابك وترد حوضه. فقال سلمان: أما إني لست أبكي جزعا على الموت، ولا حرصا على الدنيا، ولكن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عهد إلينا عهدا فقال: «ليكن بلغة أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب»، وحولي هذه الأوساد- جمع وسادة- وإنما كان حوله لحافه ومطهرته وجفنته. فقال سعد: يا أبا عبد اللّه، اعهد إلينا عهدا نأخذه بعدك. فقال: يا سعد، اذكر اللّه تعالى عند همك إذا هممت، وعند حكمك إذا حكمت، وعند يدك إذا أقسمت.
واللّه سبحانه وتعالى أعلم.